لاادري اذا كان قد مر بكم اسم حياة سندي من قبل….
حياة سندي باختصار شديد عالمة سعوديه متخصصة في مجال التقنيه الحيوية ،حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة كمبردج ببريطانيا وتعمل حاليا كاستاذة زائرة في جامعة هارفرد بامريكا ..وان اردتم معرفة المزيد عنها فيمكنكم ان تدخلو اسمها في اي محرك بحث وباي لغة وستحصلون على معلومات مفصلة عنها…وانا اليوم لن اتحدث عنها كعالمة وانما كانسانة.كفتاة مسلمه لم يغيرها العيش في الغرب مدة طويلة بلغت خمسة عشر عاما..
حياة كما تحب ان اناديها…فتاة في مقتبل العمر تمتلئ حيوية ونشاطا .مرحة ا . تحمل بين جنبات قلبها كتاب الله …اذ قد انعم الله عليها بحفظ القرآن كاملا . وفي عام واحد!!!. واجمل من ذلك انه مـنُ عليها والهمها تطبيق مافيه في مظهرها …فهي متمسكة بحجابها .. وفي سلوكها ..تعلو دائماوجهها بسمة رقيقة ..يميزها ذلك الادب الجم..والتواضع الذي يليق بالعلماء..
كنت دائما اقرأ عنها في الصحف بفخر..ولكني لم التق بها …الى ان كان ذلك اليوم الذي كنت احضر فيه احد المؤتمرات الدوليه …وفي فترة الغداء وبالذات عند طاولة الحلوى..اذ أنابفتاة شابة تسلم علي بحرارة وكأنها تعرفني ..سألتني هل انت من السعوديه قلت نعم..قالت انا من السعودية ايضا. اسمي حياة سندي هكذا بمنتهى التواضع ،لم استوعب الأمرللحظات وبعد ان استوعبته قبلتها وقلت لها الله يا دكتوره حياة كم نحن فخورون وسعداء بك ..اطرقت بتواضع وسالت اين تجلسين اشرت لمقعدي..عدت لمكاني .. وبعد قليل لم اشعر الا وهي تسأل ني هل يجلس بجانبك أحد قلت لا قالت هل يمكن أن أجلس في هذا المكان قلت بالطبع تفضلي لي الشرف ..جلست بجواري..وبعد قليل رأيتها تتحدث مع رجل وامراة في حوالي العقد السادس من العمر من الجنسية البريطانية.. جلسا ايضا على طاولتنا.عرفتنا بهما على انها عائلة بريطانية قدمت لها الكثير عندما كانت تدرس في بريطانيا .. وانها تحبهم ولا تنسى فضلهم لذلك واصلت تواصلها بهم بعدما تركت بريطانيا الى امريكا… تقول تصوري انهما قدما من هناك للالتقاء بي ومساندتي لان لي كلمة في المؤتمر…كانا يهتمان بها وكانها ابنتهما…بعد ان تعرفت اكثر على حياة عرفت لم احبتها تلك العائلة…. انه حسن الخلق…
تعددت لقاءاتنا اثناء المؤتمر و..حكت لي الكثير عن حياتها بتلقائية ..حدثتني عن مشوارها الصعب ..ووكيف كانت تشعر ان الله معها يساندها وأنه دائما معها..كانت تتحدث بايمان قوي وثقة بالغة بأن الله هو الذي فتح لها ابوب العلم وانار بصيرتها وانها كلما ازدادت علما ازادت معرفة بعظمته وازدادت حبا لله ولرسوله ….. كم كانت هذه الانسانه مختلفة ..عن بعض من يصلون الى اطراف وادي العلم .. فينتابهم الغرور والعجب الذي يحجبهم عن التوغل فيه.. … وينفر منهم عباد الله .أو يحدث ماهو اسوأ فيتنصل من قيمه ومبادئه من أجل دراهم معدودة… ….و يكون الثمن باهظا عندئذ .
انتهى المؤتمربكل مافيه وبقيت عالقة في ذاكرتي كلمات وصورة تلك العالمة الشابه ..المتواضعة.. حتى النخاع ..والتي كانت تحمل هم الجميع وخاصة فئة الفقراء ..اذ كانت قد عملت مع الفريق الذي تراسه على ابتكار طرق زهيدة الثمن للكشف عما يعانون من امراض وهم في اماكنهم ..حتى يعشوا بصحة وعافية كبقية البشر ولايجتمع عليهم همان ..الفقر والمرض… كم هي شفوقة هذه الانسانة التي فكرت في تسخير علمها لرفع معاناة البشر …..
سبحان الله..مع انني التقيت معها لفترة بسيطة الا اني شعرت بحب كبير لها ..انه الحب في الله الذي نتجرد فيه من المصالح وتلتقي فيه الارواح…
حرصت على دوام الاتصال بحياة بعد ذلك وكانت هي اشد حرصا مني …واستمرت اتصالتنا التي ادعو الله ان تدوم حتى يجمعنا الله على منابر من نور…تلك المنابرالتي اعدها للمتحابين ..فيه..
آخر مرة التقيت بها كانت في حضرة الدكتور زغلول النجار حفظه الله _الذي هو قصة اخرى في العلم والتواضع متعنا الله به_ .. وعند نهاية اللقاء قالت لي كم اتمنى ان اتلقى العلم على يد هذا العالم الفاضل…حتى اتعلم منه ربط العلم بالدين ..انه العلم قد شغفها حبا .
كم أنامحظوظة بتعرفي على حياة ..تلك العالمة الصغيرة السن الكبيرة الشأن…والتي تعلمت منها الكثير..وكم اتمنى لكل بناتنا واولادنا ان يلتقوا بها وبامثالها ..ليكونوا مصدر الهام لهم في المثابرة والعلم والخلق الرفيع حتى نعود كما يجب أن نكون خير أمة أخرجت للناس
دمتم وزدتم عزا
فائقة الإدريسي
الظهران