مع فجر الثامن من شهر رمضان من كل عام تستحضر نفسي ذكرى اليمة ….انها ذكرى وداع أحن رجل علي في حياتي…ابي الغالي رحمه الله رحمة واسعة واحسن اليه كما احسن الي…كان والدي رجلا قوي الجسم متمتعا بالصحة والعافية لآخر يوم من عمره الذي امده الله له لستة وتسعين عاما..
في اخر يوم من حياته كان يشرف على بعض الاعمال في مزرعته التي كانت على اطراف مكة المكرمة.ويبدو انه اجهد نفسه اذ كانت همته فيما يبدو اكبر مما احتمل جسده ..عاد الى البيت لم يأكل الا قليلا على الافطار ثم اخرج ما اكل ،شرب بعد ذلك قليلا من ماء زمزم واخلد قليلا الىالراحة ،قام ليتوضا لصلاة الفجر وخرج بعد الوضؤ متعبا فتم نقله للمستشفى على وجه السرعة..وبمجرد وضعه على طاولة الفحص وقبل ان يتم حقنه باي شئ قال “ابغى صايم” وكأنه يريد ان يقابل ربه صائماوفارق الحياة هكذا في لحظات ، بسبب هبوط حاد في الدورة الدمويه كما ورد في تقرير وفاته …لم يتعذب ولم يعذب احدا ،تماماكما كان يتمنى دائما الا يطرح الله له جنب “اي لايلازم الفراش مريضا”…ذهب خفيفا نظيفا متوضئا صائما في شهر رمضان..
من رحمة الله بي اني كنت في جدة وليس في الظهران حيث اقامتي الدائمة مع زوجي .. إذ كنت انوي القيام بالعمرة في رمضان.
.في مساء اليوم السابق لوفاة والدي اتصلت ببيت والدي في مكة لاعلمهم بقدومي ردت اختي وعندما طلبت الحديث مع والدي قالت لي “هو تعبان شوية “قلت قولي له سلامتك و سلمي لي عليه واراكم غدا ان شاء الله.. بلغته قولي وانا اسمع فقال الله يسلمها ..وكان هذا اخر ما سمعت منه….
وفي السابعه صباحا جاءني الخبر الصاعق لقد مات ابي..وصلت مكة المكرمة ودخلت الدار وكانوا قد جهزوه وهو مسجى وحوله اخوتي يلفهم حزن عميق …اقتربت منه ..وكان يبدو كأنه نائم ،ولكنهم قد سدوا انفه بقطن ..ولا ادري شعوري حينها كاني احسست انه يريد ان يتنفس ..
وددت لو سحبت ذلك القطن حتى يستطيع التنفس ولكن ههيهات ههيات ان ترجع روح بعد خروجها انه طريق ذو اتجاه واحد لا رجعة فيه..
قبلته في كل مكان استطعت ان اقبله فيه وجلست عند قدميه غارقة فيي دموعي وهمي، وقد انتابني ذلك الشعور المؤلم باليتم فاليوم اصبحت بدون اب لقد مات ابي.
.كنا ننتظر قدوم اخي من الرياض قبل دفنه …وفور قدومه رفعوه وحملوه الى مثواه الاخير ..ووحينها شعرت وكأنما قطعة من قلبي قد خلعت و ذهبت معه.
وقفت عاجزة ليس لي من الامر شئ..تذكرت حياتي معه كشريط سينمائي يمر سريعا ..هكذا ذهب !! لن يعود ؟؟..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ه ه ه ه ليتني قدمت له اكثر مما قدمت.. لقد رحل… وبقى لي تقصيري…. اللهم اغفر لي اللهم اغفر لي……….اللهم ييسر لي بره بعد وفاته ..حتى اعوض بعض مافاتني اثناء حياته..
ليتني استطيع ان استرجع لحظة معه لاقول له سامحني ..على ماقصرت .سامحني .سامحني . سامحني فكم قد قصرت وقصرت وقصرت في حقك ..كم تعبت من اجلي وكم احسنت الي …..كم حملتني يوم العيد فوق كتفك حتى ارى ماحولي و حتى لا يصيبني احد بسؤ ،وكم حملت تلك الكتف كراتين كتب استعرتها من مكتبة اواشتريتها حتى انهل منها … كم اعتنيت بي عندما كانت تمرض امي . كم كنت اهدا عند قرآتك القرآن علي عندما امرض …كنت دائما صغيرة في نظرك وكنت تقول بنتي الصغيرة بطريقة تلقائية لاني آخر العنقود …أولان الله رزقك بي وانت في سن كبيرة …كم فرحت لنجاحي وشجعتني وفخرت بي……يالله كم كنت جاهلة عندما كنت اتذمر وامتعض من بعض الامور ..التي اختلفنا فيها في الرأي والتي كلما كبرت عرفت وفهمت انك كنت تريد بهامصلحتي والخير لي حينها..كم كنت نزقة ومغرورة بعقلي الذي كنت اظن انه يفهم ويعرف.. اشياء كثيرة _ربما احيانا افضل منك._غير مقدرة مقولة “اكبرمنك بيوم اعلم منك بسنه ” حق قدرها ..
من المؤسف جدا أن لانشعر بقيمة ونعمة اشخاص كثير من حولنا الا اذا فقدناهم وما اكثر هؤلاء…ليتنا ندرك ان كل يوم يمر علينا هي فرصة لاتعوض وقد تكون هي الاخيرة اذ قد نغادر نحن او يغادرنا احبابنا…
رحمك الله ياوالدي رحمة واسعة وجعل مسكنك الفردوس الاعلى بجوار حبيبي وحبيبك نبينامحمد صلى الله عليه وسلم وغفر لي الله ما قصرت..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله والدك رحمة واسعة وادخله مدخل صدق اللهم اغفرله وطهره من الذنوب والخطايا اللهم امين…
اختي الفاضلة ام عمر
بارك الله فيك وما هذه التدوينه الا بر بوالدك
تقديري
اخوك
جزاك الله خيرا اخي نشبج المحابر لدعائك لوالدي تقبل الله منك ومن كل من دعا له غفر الله له ولناولجميع المسلمين…آآآآآآآمين
السلام عليكم
أعجز عن الكلام، ولا يسعفني إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة ..
الله يغفر له ويرحمه … ويرحم جميع موتى المسلمين
اللهم أرزقنا بر والدينا أحياء وأموات .. وأغفر لنا ولهم
اللهم آمين