Feeds:
المقالات
التعليقات

الف مبروك لك يا عمر، يا إبني المفكر مهندس الطاقة.. على اجتيازك اختبار القبول لبرنامج الدكتوراه في جامعة واشنطن – سياتل ، المصنفة بالدرجة العاشرة في جامعات العالم.

كم أنا فخورة.. اللهم بارك اللهم بارك..

—————————————————————-

فكرة احمد ولدي المبدع احمد لايصال ثقافتنا الاسلاميه والعربيه وقيمنا للمجتمع الكندي في فانكوفر حيث يحضر الماجستير في الفنون الاعلاميه ….منتهى الابداع يا احمد ..الله يحفظك ياولدي وينفع بيك الأمه وخلقه جميعا.. اللهم بارك اللهم بارك..

—————————————————————-

فكرة عبد الله ولدي مهندس البرمجيات المبدع عن مشروع مكافحة الفقر في مسابقة مايكرو سوفت والذي حاز على المركز الاول وسيمثل به السعوديه في المرحلة التاليه القاهرة ..الله يحفظك يا ولدي وينفع بيك العالم كله.. اللهم بارك اللهم بارك..

عشر دقائق ثمينه

في  الثانية مساء  رن هاتفي باصرار..ففزَ ت نفسي قبل جسدي لرنته ،اجبت بسرعة ،كان المتصل اخي من الرياض ..أخي لايتصل عادة في هذا الوقت . لابد أن  امر ا جللا. قد حدث….سألني عن احوالي  بصوت شعرت انه متغير ثم اخبرني ان امي تعبانه وانه ذاهب ا لى جدة  لرؤيتها  ثم قال  يأختي  لو استطعت ان تاتي انت ايضا يكون  افضل   ؟؟.انهى المكالمة بسرعة محاولا طمانتي…ارتعت وازدادت ضربات قلبي..واحسست ان اخي اخفى عني شيئا ما…اتصلت فورا ببيت اختي في جدة فاتاني صوت ابنة اختي يقول عظم الله أجرك ياخالة قلت.. في مــن  ؟؟؟ قالت جدة خديجة لقد ظننت انك تعلمين!!!! وبكت  ..وبكيت ..ولا اتذكر بعد ذلك ما قالت .. ولا ما قلت  .

اللهم لم علي شعث نفسي إنا لله وانا إليه راجعون.. ماتت امي …؟؟؟؟ غابت ست حبايبي ..؟؟؟؟..لن تتعطر  حياتي بانفاسها الطيبه.. بعد اليوم ؟؟؟؟اللهم اجبر كسري بان تجعل سكنها الفردوس.. ياالله…….اللهم ارفق بحالها . وحالي .ليس لي من اطلب منه ذلك ياربي سواك .. ودعت امي الحياة الدنيا ملاقيةلك ربي …ياالرحيم ياالكريم يامن  طالما احسنت  أمي الظن به…احسن إليها وثبتها عند السؤال واجعل منزلتها الفرودس.الأعلى..

.أعلم  بأن امي  ارتاحت من تلك المعاناة الطويلة من المرض  ،، المعاناة التي كان بعضها يهد الجبال والتي كان اخر ها مكوثها في العناية المركزة لشهور  ، مرت فيهابظروف من اصعب ما يمكن ان يمر به بشر  فقد كانت تتنفس بجهاز مثبت في فتحة اجريت لها في حنجرتها ،،وتاكل طعامها من فتحة اخرى   فتحت فوق معدتها ..ولم يبق عرق يستطيع الاطباء منه اخذ  شئ أو إدخال شئ إلى دمها  غير فتحة اخرى في رقتبها …  وقد انتفخ  وتقرح جلدها  باحتباس السوائل في جسدها  واصبح كانه..محترق…

.  كما اعلم اني كنت اشعر عند زيارتها باني اكاد افقد عقلي الما لحالها.لانها كانت تشعر بنا وتنظر الينا  وتسيل دموعها  وتحاول التحدث الينا ولكن لانستطيع ان نسمع صوتها لان جهاز التنفس يعيق ظهور صوتها  ،، كم كنت اشعر بالعجز  حينها…..لم نستطيع ان نعمل شيئا  لتخفيف مابها  كل ما كان بيدنا هو  قراءة القرآن عندها والدعاء لها و “مداراة ” لممرضاتها في العناية المركزة ..حتى لا يسيئن معاملتها ..عند انتهاء وقت الزيارة…..؟؟؟؟اعلم كل ذلك ولكن ذلك كله لم يجعل خبر وفاتها  امرا سهلا على قلبي .. فقد أحسست  وكأن قلبي هوى الى مكان سحيق ….

ماتت أمي …..

.ست احبتي… وتاج رأسي

.من كنت انا وهي جسدا واحدا

من نما جسدي من خلال دمها ولحمها….

من نبض قلبي من خلال نبض قلبها

من رافقتني دعواتها كل حياتي..

.انها الغاليه ……

مع كل ما كانت فيه كان عندي أمل …..تعلمت ذلك منها… لم تفقد  امي املها في حياتي ..بعد ان فقدت اختي التوأم معي بعد قليل من الولادة لم تقل ستلحق باختها  وتموت لقد رعتني بجسدها وقلبها  ودعواتها حتى  اشتد عودي واصبحت على ما انا فيه من خير…لقد  رضعت الامل وحسن الظن بالله مع لبن أمي.

.لاينفع الانفعال الآن

اللهم لم علي شعث نفسي

مشكلتي الآن .كيف اصل اليها قبل ان يحول الثرى بيني وبينها ..ماذا سأصنع  في هذه المسافة التي بيننا..انا في المنطقة الشرقية وهي في المنطقة الغربيه..

اللهم لم علي شعث نفسي …..تماسكت واتصلت  بالخطوط السعودية رد عليَ الهاتف الاكتروني ..استجمعت كل تركيزي حتى احصل على المعلومات الصحيحة  عن الرحلات المغادرة من مطار الدمام الى مطار جدة فلا مجال للخطأ في هذه الحالة ..حسنا الان علمت بأن اول موعد هو في الثامنة صباحا ربي يسر لي امري ..ساستعد لهذه الرحلة واذهب الى المطار واسأل  الله ان يكرمني . فأجد مقعدا لي ولزوجي …..لأن اقرب رحلة بعد ذلك في العاشرة ..ربي يسر لي امري اريد ان اودع امي لااريد ان تدفن قبل ان اراها لو تاخرت سيتم دفنها   لانهم  يريدون ان يصلى عليها بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام وانا اريد لها ذلك  ايضا ..اللهم اكرمني واكرمها .رباه  ..لا اريد ان تفوت امي صلاة الجمعةعليها في المسجد الحرام  . وفي نفس الوقت  اريد ان اراها  والمسها للمرة الاخيرة…كم هو موقف صعب.

..رن هاتفي من جديد كان ابن اختي قال ساكون في انتظارك ياخالة في المطار  .. قلت بقلب يبكي  لاأدري عن ظروف رحلتي لو تاخرت عن العاشرة والنصف انطلقوا بامي الى مكة فانا لااريد ان تفوت ها هذه الفرصة وسيتولاني الله برحمته. ويفعل الله ما يشاء.

…كانت الطائرة في الجو في الثامنة وهبطت قبل العاشرة ..حقيبة ملابسي في يدي ..لن احتاج انتظار العفش  الحمد لله ابن اختي عند باب المطار .. انطلقت السيارة وقلبي يسابقها …   ..رن هاتفي الجوال.. ابن اخي يقول عمتي لا تخافي سننتظرك ..بكيت..ولكن بصمت حتى لايتأثر ابن اختي الذي يقود بنا السيارة..فانا اعلم كم هي عزيزة عليه …

الساعة العاشرةوعشرون دقيقة  وصلت …. رايت سيارة نقل الموتى عند الباب  الآن ادركت ان الامر حقيقة …وكأنني كنت في حلم استيقظت فوجدته واقعا ..ارتعدت فرائصي وانهال دمعي ولم اعد ارى طريقي اصطحبي ابن اخت آخر  الى الداخل ..قال خالة ترى بس ما عندنا غير عشر دقائق. …. معلش الله يعينك..

.أهكذا …أهكذا ..بعد ان كانت ملء سمعي وبصري  لم يبقى لي معها  الا عشر دقائق فقط ..فقط  ..لاغير.

.استقبلتني اخواتي  وأحباب كثربالداخل ….ولم ارد ان اضيع ثانية لانها ستحسم من العشر دقائق كم كانت تلك العشر دقائق ثمينه .. ..ارتميت بجوار امي احضنها  واقبلها ..أقبل ذلك الوجه الذي بدا وكانه  نائم في سلام وادعو لها واستسمح الله منها للمرة الاخيرة .. واقبَل تلك اليد التي طالما مسحت ألمي واقبل القدم التي طالما سعت في مصالحي ..

مضت الدقائق كانها ثانيه وسمعت صوتا عند الباب يقول افسحوا لنا الطريق فلا بد أن نذهب الآن …. واخذو أمي من ين يدي ومن بين ضلوعي ودموعي ..  …واختلط الدعاء بالبكاء..

..وصلت والدتي الى المسجد الحارم مع الاذان وصلى عليها أعداد غفيرة  ممن صلوا الجمعة في المسجد الحرام …وانطلقت جنازتها كالريح ..ودفنت بمقبرة  المعلاة ..المقبرة التي دفن فيها زوجها ووالديها وابنها وبناتها واخوها  وأختها وكثير من احبابها..

.  .وهكذا .ذهبت….تلك الام التي وسع قلبها اثنا عشر ابنا وابنه فقدت منهم ثلاث في طفولتهم وواحد في شيخوختها ..كما اتسع لاخيها الاصغر عندما ماتت أمها فكفلته وظل في بيتنا الى ان تزوج ..وسع قلبها الضعفاء والايتام والمساكين والغرباء ….

ربي اغفر لأمي  وارضى عنها وارضها واسكنها الفردوس واحسن اليها كما احسنت الي واغفر لي ما قصرت في حقها ..لقد اكرمتني يارب  في نفسي  ومننت علي بوداع امي واكرمتني في امي  بالصلاة عليها في بيتك بالمسجد الحرام .بعد صلاة من افضل الصلوات  عندك  واكرمتني بذلك الجمع الغفير الذي صلى عليها وتبع جنازتها واستغفر لها …فلك الحمد.

….ولك الحمد ان وهبتني تلك الأم العظيمة التي  علمتني امورا. عظاما لو قرأت ألف كتاب عن كل واحدة منها ماتعلمت منها مثل ماتعلمت من امي …

.اللهم قد ماتت من كنت تكرمني لأجلها…فلا تمنع عني بذنوبي  سعة رحمتك يالله ..فليس لي ملجأ الا إياك..

ربي اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا…..

الراجية لكرم ربها

فائقة الإدريسي

انتبه للإغلاق !!!!

ترى ماذا يمثل هذ الرسم؟؟؟

اترك لنفسك مجال للتفكير.

ولاتتسرع…..

..

اخترت لكم اليوم مسالة نتعرض لها في حياتنا كل يوم.. وقد لانعرف لها تفسيرا واضحا .الا وهي مسألة الاختلاف في رواية الحدث الواحد بين عدة اشخاص..وكذلك الاختلاف في تفسير تصرفات الآخرين من حولنا؟؟؟ترى لماذا يحدث ذلك..؟؟

. ان الاسباب كثيرة جدا ومتداخلة ولكني ساتطرق اليوم لسبب واحد منها فقط . يعود لظاهر ة تعرف في علم النفس ب(قانون الاغلاق) في الادراك الانساني …ويعني هذا القانون ان العقل البشري يميل بطبيعته الى اكمال النقص الذي غاب عنه متأثرا في ذلك بما يتميز به من سمات وخصائص نفسية وخبرات سابقة… وايضا نوايا….!!!

نعود الآن الىالرسم السابق .. كيف تخيلناه؟؟؟ ربما تخيله البعض دوا را في شارع او ميدانا لمواقف السيارات وغيره والكثيرمنا قد يكون تخيله انسان…فهل هو رسم انسان . .مثلا او ميدان اوغيره….

طبعا لااااااا…لاااااااااااا..

.بمنتهى البساطة الرسم ليس الا شكل دائري وخمسة أسهم… هكذا وبمنتهى البساطة.. ولكن عقلنا في إدراكه قد أغلق الفراغات تلقائيا في ضؤ خبراته السابقة بالاشكال، عند ذلك اشبه الرسم شكلا من الاشكال المألوفة لديه انسان مثلا فقال هو انسان مثلا…… لم يستطع إ دراكه الا أن يكمل الناقص. …الآن نعود مرة أخرى لمسألة الإختلاف…

هل عرفتم الان جانبا من جوانب الاختلاف …؟؟؟؟؟

انه ” التاويل والفهم المتباين” الذي يؤدي بالتالي إ لى التعامل المتباين مع من، وما حولنا من اشخاص وأحداث ومواضيع بناء على هذا التأويل …

ان (قانون الإغلاق) في جانبه الإيجابي نعمة عظيمة. فهو مثلا. عامل اساسي في عملية التعلم وخاصة تعلم القراءة..وكذلك له دوره الكبير في الكشوفات العلمية التي ما هي الا تخيل ارتباط عدة عناصر ببعضها . ..

ولكنه- كأي نعمة- اذا لم يوجه فإن الجانب السلبي يطل برأسه ، مما يؤدي الى امور قد تكون في غاية الخطوره .. خاصةعندما يدخل الهوى وظن السؤ والتربص في اكمال الناقص من المعلومات فيكون الضلال والشقاء على مستوى الفرد والمجتمع …

كلنا يتذكر قصة حادثة الافك وما كانت ستجر اليه من ظلم وجور واقتتال لولا لطف الله …وكيف استغل- من تولى كبره – رأس المنافقين” ابن أبي” موقفا به بعض الإبهام فاكمله بتلفيق إفك يرضي به نفسيته المنافقة المريضة المتربصة بالرسول الحبيب صلى الله علي وسلم واهل بيته الأطهار..ليشكك الناس في دينهم من خلال تشكيكه في أهل صاحب الدعوة……..والغريب في الأمر ان يصدقه بعض من محبي رسول الله وبعضهم كان ممن شهد بدر…… انه الجهل بالمعلومةوالرغبة الملحة في اكمالها..ذلك. المدخل النفسي الذي يستغله الاشرار وفي مقدمتهم ابليس نعوذ بالله منه…

كم حرش ابليس بين أحبة وفرق بينهم من خلال إكماله لتفاصيل دقيقة في موضوع ما ف ” وسوس” بطريقة خبيثة ..وكما يقال ان ابليس يتربص في التفاصيل..

ربما يتذكر بعضنا ذلك اليوم الذي جعله فيه ابليس يدرك نظرة ما من انسان ما على انها استهزاء ……او ذلك اليوم الذي اساء الظن فيه بشخص ما لانه قد قال شيئا ما ضده_ وما قال ذلك المسكين شيئا _ فقط لانه تصادف وجوده قبله في ذلك المكان الذي تعرض فيه للفت نظر اوعتاب ما من والد او مدير اوغيره……..

وكم من كاتب او عالم دين كتب مقالا فانهال بعده عليه الناس جرحا وقدحا..وكأنهم قد شقوا عن صدره فعرفوا نيته وقصده….

وهل سمعت عن ذلك الزوج الذي عض اصابع الندم بعد أن طلق زوجته الوفية لانه سمع طرف حديث دار بنها وبين طرف آخر على الهاتف و ظهر بعد ذلك ان الطرف الآخر لم يكن سوى عمها اوخالها .

ياا الله كم يضل الانسان ويشقى …اذا أضاف لجهله .. سؤ ظن….

..قد يسأل سائل … هل يمكن تجنب هذه السلبيات….. نقول بالطبع نعم…نعم…وبمنتهى البساطة …هما امران.فقط ..ان التزمنا بها …سعدنا…ولكنها فقط تحتاج الى قوة ارادة وصبر وتدريب…

الامر الاول هو حسن الظن بالآخرين لأن” بعض الظن اثم” فكيف بالكثير منه..انه اثم في حق النفس قبل ان يكون في حق الاخرين لانه يحرمنا من العلاقات السليمة ومن التمتع بالحياةالآمنه

.وهذا لايمنع بالطبع ان يكون المؤمن “كيس فطن”ايضا… …

الامر الثاني كن واضحا.. لاتترك اي مجال لسؤ الظن بك أوسؤ الفهم..لك.. فاذا حصل وشككت بان سيكون هناك لبس في امر ما فاقطع شك الناس باليقين و وضح. ولاتترك مهمة التوضيح لشياطين الجن والانس ..اوحتى للجهلة من الخلق

و لنتعلم من اسوتنا وحبيبنا .محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال لمن رآه برفقة زوجته اثناء ايصالها لحجرتها وكان معتكفا في المسجد …(انها صفية) وذلك دفعا لسؤ الظن والريبة..وفسر ذلك بان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

ولو تعرضت لإتهام بما ليس فيك قل لالالالالالالالالالا”بملء فيك…ولاتسكت…(هي راودتني عن نفسي) هكذا قالها يوسف عليه السلام بشجاعة تامةعندما اتهم باطلا…

ان عدم ترك مجال لسؤ الفهم والظن لاينطبق على المستوى الفردي فقط وانما ينطبق ايضا على مستوى المجتمع والدولة.

وقد فطنت الكثير من الدول والمؤسات الرسميه وغير الرسميه لخطورة نقص المعلومات ودوره في انتشار الشائعات وتشويه الصورة والتي قد تكون مدمرة احيانا. فعمدت الى توضيح ما يحدث من امور تبدو غامضة للناس وذلك عن طريق ناطق اعلامي اومتحدث رسمي باسمها لقطع الطريق على المغرضين الذين قد يغتنموا الفرصة ليكملوا النقص بما بشتهون من تدليس وتشويه…

ندعو الله ان يوفقنا لإدراك الامورببصيرة الحق..وان لا نضل اويضلنا احد وان لانظلم ولا يظلمنا احد…وان يجعلنا دائما في أهدى الفريقين…حتى لانشقى

ولنتذكر اخوتي في المرة القادمه عندما نمر بموقف لانعرف كل جوانبه ان نقول” ا نها مجرد دائرة وخمسة اسهم”

دمتم طيبن

فائقة الإدريسي

قد شغفها حبا

لاادري اذا كان قد مر بكم اسم  حياة سندي من قبل….

حياة سندي باختصار  شديد عالمة سعوديه  متخصصة في مجال التقنيه الحيوية ،حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة كمبردج  ببريطانيا  وتعمل حاليا كاستاذة  زائرة في جامعة هارفرد بامريكا ..وان اردتم معرفة المزيد عنها فيمكنكم ان تدخلو اسمها في اي محرك بحث وباي لغة وستحصلون على معلومات مفصلة عنها…وانا اليوم لن اتحدث عنها كعالمة وانما كانسانة.كفتاة مسلمه لم يغيرها العيش في الغرب مدة طويلة بلغت خمسة عشر عاما..

حياة كما تحب ان اناديها…فتاة في مقتبل العمر تمتلئ حيوية ونشاطا .مرحة ا .  تحمل بين جنبات قلبها كتاب الله …اذ قد انعم الله عليها بحفظ القرآن كاملا . وفي عام واحد!!!. واجمل من ذلك انه مـنُ عليها والهمها تطبيق مافيه في مظهرها …فهي متمسكة بحجابها .. وفي سلوكها ..تعلو  دائماوجهها بسمة رقيقة ..يميزها ذلك الادب الجم..والتواضع الذي يليق بالعلماء..

كنت دائما اقرأ عنها في الصحف بفخر..ولكني لم التق بها …الى ان كان ذلك اليوم الذي كنت احضر فيه احد المؤتمرات الدوليه …وفي فترة الغداء وبالذات عند طاولة الحلوى..اذ  أنابفتاة شابة تسلم  علي بحرارة  وكأنها تعرفني ..سألتني هل انت من السعوديه قلت نعم..قالت انا  من السعودية ايضا. اسمي حياة سندي هكذا بمنتهى التواضع ،لم استوعب  الأمرللحظات وبعد ان استوعبته قبلتها وقلت لها الله يا  دكتوره حياة كم نحن فخورون وسعداء بك ..اطرقت بتواضع وسالت اين تجلسين اشرت لمقعدي..عدت لمكاني .. وبعد قليل لم اشعر الا وهي تسأل ني هل يجلس بجانبك أحد قلت لا قالت هل يمكن أن أجلس في هذا المكان قلت بالطبع تفضلي لي الشرف ..جلست بجواري..وبعد قليل رأيتها تتحدث مع رجل وامراة في حوالي العقد السادس من العمر من الجنسية البريطانية.. جلسا ايضا على طاولتنا.عرفتنا بهما على انها عائلة  بريطانية قدمت لها الكثير عندما كانت  تدرس في بريطانيا .. وانها تحبهم ولا تنسى فضلهم  لذلك واصلت تواصلها بهم بعدما تركت بريطانيا الى امريكا…  تقول تصوري انهما قدما من هناك  للالتقاء بي ومساندتي لان لي كلمة في المؤتمر…كانا يهتمان بها وكانها ابنتهما…بعد ان تعرفت اكثر  على حياة عرفت لم احبتها تلك العائلة…. انه حسن الخلق…

تعددت لقاءاتنا اثناء المؤتمر و..حكت لي الكثير عن حياتها بتلقائية ..حدثتني عن مشوارها الصعب ..ووكيف  كانت تشعر ان الله معها يساندها  وأنه دائما معها..كانت تتحدث بايمان قوي وثقة بالغة بأن الله هو الذي فتح لها ابوب العلم وانار بصيرتها وانها كلما ازدادت علما ازادت معرفة بعظمته وازدادت حبا  لله ولرسوله ….. كم كانت  هذه الانسانه مختلفة ..عن بعض من يصلون الى اطراف وادي العلم .. فينتابهم الغرور  والعجب الذي يحجبهم عن التوغل فيه.. … وينفر منهم عباد الله .أو  يحدث ماهو اسوأ فيتنصل من قيمه ومبادئه من أجل دراهم معدودة… ….و يكون الثمن باهظا  عندئذ .

انتهى المؤتمربكل مافيه  وبقيت عالقة في ذاكرتي كلمات وصورة تلك العالمة  الشابه ..المتواضعة.. حتى النخاع ..والتي كانت تحمل هم الجميع وخاصة فئة الفقراء ..اذ كانت قد عملت مع الفريق الذي تراسه على ابتكار طرق زهيدة  الثمن للكشف عما يعانون  من امراض وهم في اماكنهم ..حتى يعشوا بصحة وعافية كبقية البشر ولايجتمع عليهم  همان ..الفقر والمرض…            كم هي  شفوقة هذه الانسانة التي فكرت في تسخير علمها لرفع معاناة البشر …..

سبحان الله..مع انني التقيت معها لفترة بسيطة الا اني شعرت بحب كبير لها ..انه الحب في الله الذي نتجرد فيه من المصالح وتلتقي فيه الارواح…

حرصت على دوام الاتصال بحياة بعد  ذلك وكانت هي اشد حرصا مني …واستمرت اتصالتنا التي ادعو الله ان تدوم حتى يجمعنا الله على منابر من نور…تلك  المنابرالتي اعدها للمتحابين ..فيه..

آخر مرة التقيت بها  كانت في حضرة الدكتور زغلول النجار  حفظه الله  _الذي هو قصة اخرى في العلم والتواضع متعنا الله به_ .. وعند نهاية اللقاء قالت لي كم اتمنى ان اتلقى العلم على يد هذا العالم الفاضل…حتى اتعلم منه ربط العلم بالدين ..انه  العلم قد شغفها   حبا .

كم أنامحظوظة بتعرفي على حياة ..تلك العالمة الصغيرة  السن الكبيرة الشأن…والتي تعلمت منها الكثير..وكم اتمنى لكل بناتنا واولادنا ان يلتقوا بها وبامثالها ..ليكونوا مصدر الهام لهم في المثابرة والعلم والخلق الرفيع حتى نعود كما يجب أن نكون خير أمة أخرجت للناس

دمتم وزدتم عزا

فائقة الإدريسي

الظهران

كرم البسطاء

في ليلة  من ليالي صيف جدة   الجميلة كان طريق عودتنا من حفل زفاف أحد الاقرباء ..يمر عبر..كورنيش جدة  الشهير ،ولان هذه المدبنة  لاتنام.. …”جدة غير”….فقد كانت حركة الناس لا تزال هنا وهناك .كبار ا صغارا ،  يتسامرون ويلعبون رغم ان الوقت كان متأخرا  جدا …لفت نظرنا في احدى الزوايا عربة صغيرة  يبيع صاحبها “ترمس” والترمس نوع من البقول أصفر اللون يتم نقعه ثم غليه ،ويستخدم كنوع من  أنواع التسالي  في منطقة الحجاز  وخاصة في رمضان … وطبخ الترمس وبيعه مهنة فردية بسيطة لاتحتاج الى مجهود كبير ودخلها معقول ولذلك فقد امتهنها بعض من المتعففين من الناس ….

ولاننا كنا مشتاقين للترمس الذي لم نذقه لمدة طويلة لكونه غيرمعروف كثيرا في المنطقة الشرقيه حيث نقبم..فقد تحمسنا لشراء بعضه..اوقف زوجي السيارة بجانب العربة وترجل  منها  وسلم على البائع وطلب منه   بعض الترمس وبعد ان تسلمه  ..اخرج محفظته ليدفع للبائع قيمة ما اشترى …وهنا كانت المفاجأة اذ لسبب ما كانت المحفظة  فارغة إلا من  بعض النقود المعدنية القليلة جدا .. وبالطبع لم اكن  اناايضا احمل نقودا لان حقيبتي التي كانت معي  “للسهرة”  لانني كنت في حفل زفافو لم يكن بها نقودا…شعرنا بحرج كبيير …ا عتذر  زوجي  من البائع وأراد اعادة ما اخذ اليه  _مع ان الله يعلم كم كنا نشتهيها_   وهنا كانت المفاجأ ة الثانية!!! اذ قال الرجل  وهو يبتسم انه يتمنى ان يقبل  زوجي”الترمس” كهدية منه قالها بلهجته اليمنيه  وبطريقة هادئه متواضعة  .. ظن   زوجي  لوهلة ان هذا التصرف  ربما يكون ردة فعل غضب عليه لانه اضاع  له وقته  وأن هذا هدؤ ما قبل العاصفة..  ولكن سرعان مازال هذا التوجس عندما اكمل الرجل بقية كلامه … بالدعاء له بأن يأكل  بالعافيه  والهناء  “ذلك الترمس” “الذي اأهداه له……رفض زوجي ولكن ازداد الرجل اصرارا  بل ورفض ايضا ان ياخذ النقود المعدنية  التي كانت معنا  واعادها اليه…

لم أصدق ما رأيت وسمعت….ولكني كنت سعيدة جدا بوجود امثال هذا الانسان بيننا …وأحسست أن الدنيا مازالت بخير.

سبحان الله ان الكرم والبخل حالة نفسية ليس له علاقة لابغنى ولافقر ..وانما بقناعات شخصية تكونت بالتدريج من خلال التربيه..والخبرات الشخصية..وقبل ذلك بالإيمان الراسخ العميق بالله..

..كم كان كريما ذلك البائع البسيط .. وكم كانت نفسه قنوعة .. لا أدري بماذا كان يفكر .. ولم فعل ذلك ؟؟؟ هل صعب عليه ان يعود رجل الى أهله ويده خواء مما اشتهت انفسهم ..  ترى هل تعرض  ذلك الكريم لهذا الموقف  يوما ما من قبل فأبت نفسه الطيبة لشخص آخر أن يمر بما مر به … فأراد ان يكون من المؤمنين الذين يحبون لغيرهم مايحبونه لانفسهم ،  ويكرهون لهم مايكرهون لأنفسهم…. ولم يرد ان يكون من فئة المتلذذين  بإهانة الناس  وحرمانهم وجعلهم يقاسون “حتى لو كانوا يملكون  خزائن الارض” .

لقد تأثرت كثيرا  بهذا الموقف وهزني بشدة..ولذلك فكما دعونا له ساعتها …لازلنا ندعو له كلما تذكرناه …اللهم بارك له في كل مايحب وأرضه وأرضى عنه واطعمه واسقه من يد الحبيب في الفردوس الاعلى…سبحان الله على النفس عندما تطيب ..تصبح السجايا الطيبه تسيل منها سلسبيلا فتفيض على كل من حولها بكل طيب وجميل ..حتى ولم تكن تمتلك الا القليل.انها شبمة المؤمنين الكرماء الذين “يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة”..

وهي عكس النفس  التي اوتيت الشح  حتى على نفسها فعاشت تعيسة واتعست من حولها .. ولا ازال اذكر بمرارة ذلك الرجل الذي يملك عقارات على امتداد شارع تجاري مشهور .. و كيف كان يعيش في بيت  شعبي  متهالك  وبحالة يرثى لها…لقد شح حتى عن نفسه رغم امتلاكه الملايين التي ربما امضى حياته  في تعَدادها وتكديسها.

وهناك  والعياذ بالله  من يلاحقه الشح حتى فيما  لاينفق فيه درهما ولا دينارا  .. فيبخل  حتى بالسلام او البسمه …أوالكلمة الطيبة .. أو الرحمة ..حتى مع أقرب الناس اليه…أهل بيته …وهذه قصة اخرى ..

…تحكي احدى السيدات  الميسورات ماديا انها  كانت تغبط جيرانها الفقراء الذين تطل دارها على دارهم  الصغيرة المتهالكة،،خاصة عندما يجتمعون وهم فرحون بما احضر لهم والدهم من طعام بسيط يتحلقون حوله في فناء الدار  فيملئون المكان ضحكا وودا وحبورا،،بينما تظل هي في انتظار زوجها الذي  قدلايعود الا في ساعة متأخرة من الليل .. بعد ان نام ابناؤه  ،وربما يكون في حالة مزاجية عكرة..فيشح حتى عن الكلمة الطيبة.

لا أدري هل  ترسخ في نفوس هؤلاء  اعتقاد بأن العطاء  قد  يؤدي الى نقص  ما لديهم من مال… اومهابة …اوغيره ..أم ماذا ؟؟؟؟؟؟

لانقول الا ..لاحول ولاقوة الا بالله …اللهم اعط منفقا خلفا…اللهم قنا شح انفسنا حتى لا نفتح على انفسنا بابا من ابواب التعاسة  فنشقى …

.دمتم طيبين

فائقة الإدريسي

كم كنت جاهلة ومغرورة

مع فجر الثامن من شهر رمضان  من كل عام تستحضر نفسي ذكرى اليمة ….انها ذكرى وداع أحن رجل علي  في حياتي…ابي الغالي رحمه الله رحمة واسعة واحسن اليه كما احسن الي…كان والدي رجلا قوي الجسم متمتعا بالصحة والعافية لآخر يوم من عمره الذي امده الله له لستة وتسعين عاما..

في اخر يوم من حياته كان يشرف على بعض الاعمال في مزرعته التي كانت على اطراف مكة المكرمة.ويبدو انه اجهد نفسه اذ كانت همته فيما يبدو اكبر مما احتمل جسده ..عاد الى البيت لم يأكل الا قليلا على الافطار ثم اخرج ما اكل ،شرب بعد ذلك  قليلا من ماء زمزم  واخلد قليلا الىالراحة ،قام ليتوضا لصلاة الفجر وخرج بعد الوضؤ متعبا فتم نقله للمستشفى  على وجه السرعة..وبمجرد وضعه على طاولة الفحص وقبل ان يتم حقنه باي شئ قال “ابغى صايم” وكأنه يريد ان يقابل ربه صائماوفارق الحياة هكذا في لحظات ، بسبب هبوط حاد في الدورة الدمويه كما ورد في تقرير وفاته …لم يتعذب ولم يعذب احدا ،تماماكما كان يتمنى دائما الا يطرح  الله له جنب “اي لايلازم الفراش مريضا”…ذهب خفيفا نظيفا متوضئا صائما في شهر رمضان..

من رحمة الله بي اني كنت في جدة وليس في الظهران حيث اقامتي الدائمة مع زوجي  .. إذ كنت انوي القيام بالعمرة في رمضان.

.في مساء اليوم  السابق لوفاة والدي اتصلت ببيت والدي في مكة لاعلمهم بقدومي ردت اختي وعندما طلبت الحديث  مع والدي قالت لي “هو تعبان شوية “قلت  قولي له سلامتك  و سلمي لي عليه واراكم غدا ان شاء الله.. بلغته قولي وانا اسمع فقال الله يسلمها ..وكان هذا اخر ما سمعت منه….

وفي السابعه صباحا جاءني  الخبر  الصاعق لقد مات ابي..وصلت مكة المكرمة ودخلت الدار وكانوا قد جهزوه وهو مسجى وحوله اخوتي يلفهم حزن عميق  …اقتربت منه ..وكان يبدو كأنه  نائم ،ولكنهم قد سدوا انفه بقطن ..ولا ادري شعوري حينها كاني احسست انه يريد ان يتنفس   ..

وددت لو سحبت ذلك القطن حتى يستطيع التنفس ولكن ههيهات ههيات ان ترجع روح بعد خروجها انه طريق ذو اتجاه واحد لا رجعة فيه..

قبلته  في كل مكان استطعت ان اقبله فيه وجلست عند قدميه  غارقة فيي دموعي وهمي، وقد انتابني ذلك الشعور المؤلم باليتم   فاليوم اصبحت بدون  اب لقد مات ابي.

.كنا ننتظر قدوم اخي من الرياض قبل دفنه …وفور قدومه رفعوه وحملوه الى مثواه الاخير ..ووحينها شعرت وكأنما قطعة من قلبي قد خلعت و ذهبت معه.

وقفت عاجزة ليس لي من الامر شئ..تذكرت حياتي معه كشريط سينمائي يمر سريعا ..هكذا ذهب !! لن يعود ؟؟..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ه ه ه ه ليتني قدمت له اكثر مما قدمت.. لقد رحل… وبقى لي تقصيري….  اللهم اغفر لي  اللهم اغفر لي……….اللهم ييسر لي بره بعد وفاته ..حتى اعوض بعض  مافاتني اثناء حياته..

ليتني استطيع ان استرجع لحظة معه لاقول له سامحني  ..على ماقصرت .سامحني  .سامحني . سامحني فكم  قد قصرت  وقصرت  وقصرت في حقك ..كم تعبت من اجلي وكم احسنت الي  …..كم حملتني  يوم العيد فوق كتفك حتى ارى  ماحولي و حتى لا يصيبني احد بسؤ  ،وكم حملت تلك الكتف كراتين كتب استعرتها من مكتبة اواشتريتها حتى انهل منها  … كم اعتنيت بي عندما كانت تمرض امي . كم كنت اهدا عند قرآتك  القرآن علي عندما امرض …كنت دائما صغيرة في نظرك وكنت تقول بنتي الصغيرة بطريقة تلقائية لاني آخر العنقود …أولان الله رزقك بي وانت في سن كبيرة …كم فرحت لنجاحي وشجعتني وفخرت بي……يالله كم  كنت جاهلة عندما كنت اتذمر  وامتعض من بعض الامور ..التي اختلفنا فيها في الرأي والتي كلما كبرت عرفت وفهمت انك كنت تريد  بهامصلحتي والخير لي حينها..كم كنت نزقة ومغرورة بعقلي الذي كنت اظن انه يفهم ويعرف.. اشياء كثيرة  _ربما احيانا افضل منك._غير مقدرة مقولة “اكبرمنك بيوم اعلم منك بسنه ” حق قدرها ..

من المؤسف جدا  أن لانشعر بقيمة ونعمة اشخاص كثير من حولنا الا اذا فقدناهم وما اكثر هؤلاء…ليتنا ندرك ان كل يوم يمر علينا هي فرصة لاتعوض وقد تكون هي الاخيرة اذ قد نغادر نحن او يغادرنا احبابنا…

رحمك الله ياوالدي  رحمة واسعة وجعل مسكنك الفردوس الاعلى بجوار حبيبي وحبيبك  نبينامحمد صلى الله عليه وسلم وغفر لي الله ما قصرت..

بس لحد يعرف

في هذا اليوم قرأت خبرا  آلمني جدا عن شاب وجد متوفيا وقد كانت هناك  شبهة في انه مات منتحر ا  وعند التحقيق تبين ان ذلك الشاب كان يعاني من مرض نفسي

ادعو الله له بالرحمة ولذويه بالاجر والثبات

في كل مرة اقرأ  فيهامثل هذا  الخبر المؤلم اشعر بالاسى واعتصار القلب…..على هذه الفئة من الناس فئة المرضى النفسيين..التي وقعت بين مطرقة الجهل   وسندان الخوف من وصمة الاصابة بالمرض.

تسآلت في نفسي  ترى كم عانى ذلك الشاب حتى ضاقت عليه الارض بما رحبت بل وضاقت عليه نفسه ..لدرجة جعلته ينهي تلك الحياة  _التي يحرص عليها البشر _بتلك الطريقة المأساويه…؟ما الذي حصل ..هل سمع تلك الندآت الغريبه التي يسمعها بعض المرضى النفسيين والتي تأمرهم وتشدد عليهم بأن ينهوا حياتهم.. أو حياة غيرهم .؟.ام انه من ذلك النوع الذي يرى اشياء على غير حقيقتها   فيقوم باعمال خطيرة . لايدرك عاقبتها.  أو  يتصرف بناءعلى ما يراه من خيالات فيلقي بنفسه من شاهق مثلا بسؤ تقدير للأشياء ..ام ماذا  ام ماذا؟؟؟ لقد دفن سره معه…رحمه الله..

كم يؤلمني ان هنك فئة من البشر   تميل الى رفض  ان يكون هناك  اصلا مايسمى مرض نفسي وتتصور ان ذلك لايليق بالمؤمنين لان هذه الأعراض في نظرهم ناتجة عن ضعف  في الايمان . او انها  ناتجة عن  أن هذا الانسان لايحصن نفسه وبالتالي فمرضه نتيجة تقصيره  “يعني يستاهل ماجرى له”.. وعند ذلك يبدأون في مسلسل تعذيب نفسي  يزيد طينة  المريض بلة ويشككه  في نفسه فيزداد مرضا فوق مرضه ،وتكون النتيجة تفاقم المرض وتدهور الحالة..

ولا ادري من قال لهؤلاء ان المرض النفسي يدل على ضعف الإيمان…ولماذا لم يفهموه على انه ابتلاء يريد ان يمتحن الله به عبده.  ان هذا الربط المجحف بين نقص الإيمان والمرض النفسي يؤدي الى حرص المصابين على اخفاء مرضهم ،حتى لايتهموا في ايمانهم في مجتمع يعني فيه الاتهام بنقص الإيمان امر بالغ الخطورة..

فاذا تدهورت الحالة _ التي كان يمكن علاجها ببساطه لان بعض الامراض النفسية ليست سوى عرض لإضطراب عضوي كاختلال في الغدد الصماء مثلا _ بدأت  سلسلة  أخرى  من الأخطاء تتمثل في التردد على الرقاة ، وبعض هؤلاء  يخاف من ربه فلا يفتي الا فيما يعلم  وبعضهم غير ذلك.. حيث يستغلون حالة الضعف التي يعيشها المريض واهله  و جهلهم  اسوأ استغلال..

. وكم يزعجني  تطاول بعض هؤلاء وتجاوزهم حدود الرقية  الشرعية المتعارف عليهافيبدأ ون بتسجيل برآءت اختراع جديد ة للعلاج       من خنق وجلد وصعق كهربائي… مشددا على المريض واهله بان لايلتفتوا   الى مايقوله الاطباء “لانهم لايفهمون بهذه الامور”.ل  لااستطيع ان انسى تلك الفتاة التي كانت تدرس الطب واصيبت بمرض نفسي وذهب بهاو الدها الىمدعي علم شرعي  صعقها بتيار كهربي  بدعوى طرد الجان منها لانها  في رأيه مصابة بالمس..ولكم ان تتخيلوا ما اصابها بعد ذلك..!!!

. ومع تسليمي المطلق لاهمية الرقية الشرعيه  وايماني بنفعها الا انها “منطقيا “لاتكفي وحدها  لعلاج  كل مرض ، اذ لابد من الطبابة أرايتم لو ان شخصا ما  اصابته عين مثلا ودمرت شئ في جسده فاصابته  مثلابكسر في ساقه هل يكفي ان ارقيه دون ان اطبب قدمة واعالج مضاعفات الكسر كالاتهابات وغيرها ..هكذا ايضا  يجب ان نتعامل مع النفس عندما تمرض لاي سبب كان لابد من لها من الطبابة..والرقيه معا ولا تغني احداهما عن الأخرى.

والادهى من هؤلاء  جميعا المشعوذون والدجالون  ،  ..وما يقومون  به !!؟؟؟ .. و لهم لوحدهم  قصص تشيب لها الولدان …

وتوجد فئة أخرى تعرف ان هناك شئ يسمى المرض النفسي ولكنها  تتحسس ولا تريد ان يوصم بهذا  الامر هو او  حتى اي احد من قرابته حتى لايقال  في يوم من الايام انه ربما مثله ،او أنه سيصبح مثله ،أو ان بهذه العائلة “جنون”…وتكون النتيجة أنه  لو اصيب اي فرد  من هؤلاء بمرض نفسي فانه  يتم التكتم على الامر وتجاهله  وكانهم اذا تجاهلوه  فانه سيزول تلقائيا المهم لايجب الذهاب الى الطبيب  اطلاقا ومهما حصل، حتى لو اضطروا لحبس المريض لكي لايعرف عنه أحد!!!.

المرض النفسي ليس عيبا  يااخوتي ولقد تطور الطب في هذا المجال كثيرا…ان مريض الفصام  مثلاالذي كان يعامل كمجنون بل وقد يحتجز في بيته او في مصح ..اصبح الان له علاج  ..هناك كثير ممن اصيبوا بهذا المرض يمارسون حياتهم اليومية بيسر ومنهم من هو في وظائف مرموقة بل وقيادية .. اهم شئ ان يسيطر على المرض بعدم الانقطاع عن العلاج  .وربما البعض منا قد شاهد ذلك الفيلم الذي اسمهa beautful mind   وهو فلم يروي قصة واقعية لاستاذ جامعي كان مصابا بمرض الفصام ..وكيف تطور مرضه وكيف اصبحت حياته  بعد ان تعرف هو ومن حوله على طبيعة مرضه و طريقة التعامل معه .

ان الإيقاع السريع للحاة اليوميه الذي نتج عن التطور الحضاري السريع أربك النفس الانساية فاصبحت تقع تحت ضغوط كبيرة وقلق  متزايد …كما ادى  تغير  النظام العائلي من نظام العائلة الممتدة التي كان افرادها يحمل كل واحد منهم عن الاخر فيخف الحمل،  ،الى العائلة النوويه الصغيرة الت تخوض غمار الحياة  وتقلباتها  لوحدها  دون سند . …..وهكذا كما اخذنا الحضارة  التي اراحتنا  في امور ، فاننا  اخذنا معهاضغوطها   وتعقيداتها   التي أشقت النفس واوهنتها فكانت  بمثابة المنبهات للاستعدادات الكامنه للمرض النفسي لدى البعض .

لقد ادركت  الدول المتقدمة هذه الحقيقة  وتعاملت معها بواقعية فعملت على التوسع في الرعاية النفسية بصورتها الوقائية والعلاجية..واصبحت  مايصيب النفس من اعراض وامراض نفسية أمر  يقابل بكل تفهم وموضوعيه وايجابية ،بل ويستعدون لها قبل وقوعها.  فتوسعوا في فتح العيادات النفسيه ومراكز التاهيل النفسي ،كما توسعت جماعات الدعم النفسي لجميع انواع الاضطرابات النفسية للمصابين واسرهم..بينما  نحن  ومع الأسف الشديد لايزال بعضنا ينكر وجود المرض النفسي ،  والبعض يعترف ولكنه يرفض العلاج ،واحسنهم طريقة ذلك الذي يذهب الى الطبيب متمنيا الا يقابل من يعرفه هناك متواصيا هو  وافراد اسرته بعبارة  “بس لحديعرف” .!!!

وبهذه العقلية فان كثير  من هؤلاء المرضى يظل يعاني في صمت . وقد يفقد اسرته اوعمله….او ينتهي به الامر الى ان يصبح في قائمة المفقودين اوالمتوفين… بشبهة الانتحار او الانتحار الصريح  ويستقر بهم المقام تحت الارض … ولا أدري بماذا سيجيب المسئولون عن معانتهم يوم العرض.

شاهدوا هذا المقطع المصور  المحزن وستعرفون   إلى اي منحى يمكن ان يصل اهمال المرض النفسي ،ومقدار الضرر  البليغ الذي يمكن ان يقع على الفرد ومن حوله نتجة هذا الاهمال. لقد ذبح الرجل ابناءه يالسيف بسبب الروم .؟؟؟؟؟؟

كم  يعاني المريض النفسي  ويقاسي الامرين في صمت وتكتم تام الى ان يتسع الخرق على الرقعة .وعندها لاينفع الندم.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

فائقة الإدريسي

مجرد صورة

رأيي هو الصواب

عبارة نسمعها كثيرا  فهل من المحتمل ان يكون صاحب هذا القول صادقا بمعنى انه فعلا يرى انه على صواب وغيره على خطأ

أم أن مصدرها المكايرة والعناد والتشبث بالرأي

أم  هناك اسباب أخرى.

ماهي ردود افعال الناس  عندما لايستطيعون ادراك ما يرى  الآخر.

وماهي ردود افعالهم عندما يدركون ان هناك فعلا رؤية آخرى.

هل الاعتراف بما يراه غيرنا فيه غضاضة وانقاص للشأن..

دعونا نحاول أن نجيب على هذه  التساؤلات من خلال مشاهدة هذه الصورة وتحليل ردود الفعل عند فئات مختلفة من الناس لدى  عرضها عليهم.

ترى هل هذه صورة  سيدة شابة ام عجوز أم ماذا ؟

دقق النظر وفكر قبل ان تجيب !

انها في الواقع صورة تجمع الاثنين معا شابة وعجوز ،بحسب الزاوية التي تنظر منها .

عندما اعرض هذه الصور ة في بعض دوراتي تكون ردود الفعل كالتالي

يدهش البعض ان غيرهم لايستطيعون ان يروا ما يرون ويعملون جاهدين على اقناعهم فيكتشفون  انهم ايضا كانو غافلين عن الصورة الاخرى وتكون ردة فعل بعض  من هؤلاء..الصمت ومراجعة الذات .

و هناك فئة ممن يرون الصورتين تحاول مساعدة غيرها لترى الصوررتين  مثلها. انها النفس المعطاءة التي تحب لغيرها ما تحب لنفسها.

,و  هناك فئة ترى الصورتين ولكنها لاتريد لغيرها ان يعرف ان هناك صورة اخرى  اصلامن قبيل “النحاسة “أو إخفاء المعلومات .

وهناك الفئه المغرورة التي ترى صورتين  فتسخر من غيرها ممن  لا يرون الا صورة واحدة.

وهناك فئة ترى الصورتين ولكنها تكابر وتعاند وتتذرع باعذار تكون  المغالطةواضحة جلية فيها على طريقة “عنز ولو طارت.” إنه التشبث بالرأي والمكابرة.

هناك فئه  ترى صورة واحدة فعلا ولكنها لاتريد ان تظهر ذلك وتحاول ان تكتشف بنفسها ولا تريد مساعدة من  احد ،بل قد تدعي انها رأت الصورة الاخرى وهي لم ترها ولكنه الانكار والتظاهر بالعلم على طريق “ابو العرُيف”

و لاتستغربوا لو قلت لكم انه تظل فئة من الحضور لا يرون الا صورة واحدة  مهما حاولو ا جاهدين وحاول غيرهم مساعدتهم  ليروا الصورة الاخرى والحمد لله ان عدد هؤلاء قليل.

المشكلة عندما تكون هذه الفئة القليلة التي لاترى الاصورة واحدة _سواء اعلنت عن ذلك ام اخفته_  هم من اصحاب القرار سواء على مستوى الأسرة او المدرسة او المجتمع الكبير

لكن الجميل في الوضوع ان معظم الحضور يرغبون في رؤية الصورة الأخرى .ويستطيعون ان يروها بعد شرح ومساعدة بسيطة من غيرهم  . او تفكر وترو من الذات .لان الصورة بسيطة _مثل معظم قضايا الحياة_ ولاتحتاج الا لجهد بسيط من الشخص أوممن حوله .وكلما تعقدت الصورة  تطلب الأمر جهدا أكبر وأحكم .زفلا بد من الصبر على انفسنا وعلى غيرنا.

انها صورة  ..مجرد صورة .ولكنها تكشف لنا جانب من  جوانب النفس الانسانية البالغة التعقيد  في اختلا ف نظرة البشر لما حولهم من امور . وتفاعلهم مع غيرهم بناء على ذلك الإختلاف.

كم نحن بحاجة الى تبنى ثقافة تقبل  الآخر  وفهم وجهة النظر الأخرى ،حتى لو كان يرى ما لا نرى ،واعتبار هذه الرؤية الجديدة اضافة لذاتنا وليس انقاصا لها فنستمتع بهذا الاختلاف ..

وكم نحن بحاجة الى امتلاك الادوات التي تساعدنا ايضا في ايصال وجهة نظرنا للآخرين. من علم وحكمة وفن للحوار.

كم نحن بحاجة الى مساعدة غيرنا ليرى الحياة بصورة اخرى حتى يعيش في وئام مع نفسه و مع الآخرين.

كم نحن بحاجة لالتماس الاعذار لغيرنا  لانهم ربما لهم وجهة نظر لم نستطع فهمها لإختلاف ظروفنا وخبراتنا  عنهم .

كم نحن بحاجة الى الحذر من ان نكون “إمعة ” نبيع عقولنا ونتبع مايراه شخص معين اوفئة معينه بيتت النية لتضليلنا .من أجل مصالح خاصة بها،مهما كان هذا الشخص  أو الفئةمقربا لنا ،لأن لنا عقل سنحاسب على طريقة استخدامه في الدنيا والآخرة.

رحم الله الامام الشافعي حين قال..رأيي صواب يحتمل الخطأ  ورأي غيري خطأ يحتمل  الصواب انها قمة  الوعي والفهم والتقبل والتعايش .   انه لا يبيع عقله وفي نفس الوقت يفسح المجال للحوار مع الآخر ولا يغلق الأبواب .

انها عظمة العلماء وبعد نظرهم وحكمتهم.

دمتم احبتي

من فقدت سكنها

كل عام وانتم بخير.والى الله اقرب

لم ادون بالامس شيئا..لاني انشغلت بالذهاب لمواساة عائلة كريمة في وفاة ابنهم الذي اسال الله تعالى ان يجعله  من ساكني الفردوس الاعلى.

كان الرجل في انتظار طعام الغداء وعاجلته المنية..قبل ان بتناوله ادعو الله ان يعوضه عنه بطعام الجنة وشرابها .

امه كانت ..صابرة وكل اهله ..ولكني لم استطع ان اقابل زوجته التي كانت تصلي ..لم تخرج الينا قالوا لنا انها كانت متعبة

..تالم قلبي من اجلها ..واحسست بالمها كيف لا وقد فارقت زوجها ..لباسها.وسكنها.ورفيق دربها.وحبيبها وسندها بعد الله في الحياة و في العناية باولادها ..كم هي عظيمة تلك المسئولية الملقاة على عاتق الارملة..ولهذا ..كان الاسلام رحيما بها واوصى بها وجعل اجرا عظيما للساعي عليها..حتى تستطيع ان تتفرغ لتربية ابنائها بكامل قواها الجسدية والنفسية .فهي اصبحت لابنائها الام والاب في آن واحد .

ليتنا اخوتي واخواتي نتعاون جميعا لتسهيل ظروف حياة الارامل كلا على قدر مسئوليته وطاقته وقدرته ,,الاهل والاقلرب والجيران والمجتمع الكبير بمؤسساته المختلفة…كم يؤلمني سماع شكاوى بعض الارامل من جفوة من حولها  لها وعدم تفقدهم لاحوالها.. ..ومن ماتعانيه من مشقة عندما تضطر لتسيير امور حياتها عند ابواب دوائر المؤسسات المختلفة..ومن تناقص دخلها الشهري بسب نظام التقاعد الذي يتم به تفتيت الراتب  بل وحتى حرمانها من تلك الفتات اذا كانت هي تتقاضى راتبا تقاعديا ..فيقل دخل الاسرة.وتنزل عن مستواها الاقتصادي الذي كانت معتادة عليه ،فيضاف الى الفقد المعنوي لرب الاسرة فقد مادي يزيد حياتها تعقيدا ….. لابد من  حل لهذه االقضية الازلية ..والتي ستستمر مع استمرار ما يسمى الموت….ولنجعل في بالنا جميعا وصية حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بالارامل والمساكين ولنبد منذا اليوم في تفقد احوالهن وقضاء حوائجهن ،دون اتنظار ان يبدأغيرنا اولا..

دمتم للخير وكل عام وانتم بخير

مقابله مع فائقة الاديسي بعنوان الفضفضة في برنامج حوار ملون